هيئة علماء المسلمين في العراق

في الجزء الثاني من الحوار .. (طلعت رميح) يعرب عن ثقته بانتصار العراقيين على الحشد الغربي الجديد
في الجزء الثاني من الحوار .. (طلعت رميح) يعرب عن ثقته بانتصار العراقيين على الحشد الغربي الجديد في الجزء الثاني من الحوار .. (طلعت رميح) يعرب عن ثقته بانتصار العراقيين على الحشد الغربي الجديد

في الجزء الثاني من الحوار .. (طلعت رميح) يعرب عن ثقته بانتصار العراقيين على الحشد الغربي الجديد

اكد المحلل السياسي العربي (طلعت رميح) ان أهم عوامل فتح الافق السياسي في العراق هو انهاء سلطة الاحتلال البغيض واستعادة سيادة الوطن ووحدة الارض والمجتمع، وضرورة طرح رؤى وطنية لإعادة تشكيل منظومة المواجهة بعد ظهور الدور الإيراني بشكل سافر وتحوله إلى النمط العسكري في الصراع، الذي يؤسس لمرحلة جديدة في مواجهة أمريكا وإيران.

واعرب (رميح) في الجزء الثاني من الحوار الذي اجراه معه (عبد المنعم البزاز) مراسل    الهيئة نت     في القاهرة، عن ثقته بان العراقيين سينتصرون على الحشد الغربي الذي تقوده الان امريكا تحت ذرائع محاربة الارهاب .. موضحا ان الانتصار حصل فعلا عندما انسحبت قوات الاحتلال الغازية نتيجة ضربات المقاومة العراقية الباسلة التي كبدت تلك القوات خسائر فادحة بالارواح والمعدات العسكرية.

وقال ان الشعب الذي قاتل ببسالة وصمد في مواجهة قوات الاحتلال الأمريكية هو نفسه الذي خرج في التظاهرات التي أعادت فكرة المقاومة في العراق وكان لذلك أهمية بالغة؛ لأنه جاء بعد غزو واحتلال العراق وبعد الدور التخريبي لما يسمى بالصحوات فأشعل هذه المنطقة احتشادا مرة أخرى وحشدا لقوة المجتمع العراقي .. مشيرا الى ان تلك المظاهرات كان لها بعدا أعلى من مواجهة فكرة سطوة نوري المالكي ومواجهة جرائم الاعتقال والقتل، فهي أعادت تشكيل لحمة المجتمع العراقي، وكان أحد أهم مؤشرات نجاحها اقتحام قوات المالكي لساحات الاعتصام والاعتداء على المشاركين فيها.

ولفت الانتباه الى انه لولا القوات العسكرية الايرانية التي تثبت الحكومة الحالية وتدافع عن سلطة الاحتلال في العراق لما عاد الأمريكان بكل هذه الحشود والطائرات في الوقت الذي يسعون فيه الى إدخال قوات برية الى هذا البلد .. مشددا على ان كل المؤشرات تؤكد بإن الصراع والتكالب والخلاف بين المسؤولين في الحكومة والعملية السياسية الحالية هو تعبير عن حالة الضعف وتلقي هزائم مُرة وموجعة.

واشار (رميح) الى انه منذ بدء الاحتلال الغاشم ومنذ طرح مشروع (بايدن) في الكونغرس فان الممارسات الطائفية التي انتهجها (المالكي) وغيره، كانت تدفع باتجاه تقسيم العراق، الا ان هناك أبعادا استراتيجية ستحول دون هذا التقسيم وستفشل الجهات التي تقف وراءه .. مؤكدا انه اذا صمد العراقيون سنتين أو ثلاث سنوات في مواجهة مؤامرة التقسيم ستحدث تغييرات في المنطقة العربية وستعيد حالة الهجوم مرة أخرى بشكل استراتيجي وليس بشكل تكتيكي.

وخلص (طلعت رميح) في ختام الحوار الى القول: ان الرؤيا الاستراتيجية بين الامريكان والايرانيين توضح انهما مقتربان من بعضهما البعض ومصالحهم على المدى البعيد هي مصالح استراتيجية، لأن الطرف الذي يواجهانه سويا يمثل الخطر على كلا الاستراتيجيتين الأمريكية والإيرانية، وهو طرف موجود وفاعل ومقاوم لا يستطيعون حسم المعركة معه بضربة واحدة .. داعيا دول الخليج الى ان تدرك طبيعة المعركة الاستراتيجية لان الدفاع عن الخليج يبدأ من الدفاع عن العراق وسوريا واليمن ولبنان، ويجب على هذه الدول أن تعيد رسم استراتيجيتها وثرواتها وعلاقاتها الخارجية في مواجهة التهديدين الغربي والإيراني.

وفي ما يأتي نص الجزء الثاني من الحوار:

*   الهيئة نت    : أسس الأمريكان عملية سياسية في العراق وطرحوا ديمقراطية زائفة، وبعد مرور أحد عشر عاما ما زال العراق خال من هذه الديمقراطية المزعومة، كما أصبح يحتل مراتب متقدمة بين دول العالم الاكثر فسادا، برأيكم هل هذه نتيجة طبيعية لما طرحته أمريكا؟
// رميح: بمنطق الرؤيا التي طرحتها أمريكا نعم طبيعي، لكن بمنطق الرؤيا الساذجة التي تصورت أن أمريكا تطرح ديمقراطية حقيقة فطبعا قد يبدو الأمر متناقضا، لكن الواقع أن أمريكا في الحالة العراقية أعادت تفسير نفسها في حالة الربيع العربي، فالغرب وأمريكا لا يطرحون نموذجا ديمقراطيا حقيقيا في المنطقة، الغرب يطرح آليات لتشكيل نظمٍ أكثر اتساعا من السابقة ضيقة التمثيل، لكنها أكثر عمقا في الارتباط باستراتيجيات الغرب ولذلك كل من جاء مستقلا حتى في الربيع الديمقراطي الذي جاء من غير عمل عسكري ولا غيره أطيح به مباشرة أو بشكل غير مباشر وبالتالي فهي نتيجة طبيعية، لكن هناك أمر آخر فالبعد الديني في هذه الحرب يطرح الفهم الحقيقي للاستراتيجيات، نحن أمام حروب إبادة ولسنا أمام حالة تأسيس دول، نحن أمام إبادة فإذا طالعت المنطقة كلها وطالعت العالم الإسلامي ستجد أن كل القوى متحالفة في أعمال الإبادة، وليس في اطار إعادة تشكيل النظم، انظر إلى دول جنوب شرق آسيا إلى باكستان وأفغانستان والصومال إلخ ... الثابت الوحيد أن المسلمين هم من يقتلون وبالآلاف المؤلفة هذا هو جوهر الاستراتيجية الأمريكية، البعض قد يتصور أن أمريكا طرحت نظما ديمقراطية جديدة في المنطقة لكن نحن الذين لم نفهم، هذا غير صحيح على الاطلاق، وأرى أن الغرب وأمريكا لديهما أهداف أهمها:
اولا/ إنهاء فكرة أن تقوم قائمة للعالم الإسلامي.
ثانيا / إنهاء ما تحقق من بناء الدولة الوطنية ما بعد الحرب العالمية الثانية.
الغرب كان مضطرا لهذا بحكم صراعاته، الآن يعاد تفكيك هذه الدولة في كل مفاصلها وتحويلها إلى دول فاشلة ليس فقط لتمكين نمط جديد من الاحتلال وإنما لتوسيع حروب الإبادة وإنهاء حالة المقاومة وفرض الإرادة الغربية الصليبية على هذه الأمة.

*   الهيئة نت    : المحللون السياسيون يصنفون العراق ضمن الدول الموصوفة بـ(انسداد الأفق السياسي)، ما هي العوامل التي تفتح هذا الأفق؟
// رميح: هناك بعض التصورات اعتبرها نمطا من أنماط تناول المخدرات، الذي يفتح الأفق في العراق هو إنهاء سلطة الاحتلال والاحتلال نفسه، وإعادة تشكيل وطن وأرض ومجتمع وسيادة مرة أخرى هذا هو الأفق، أما أفق الملاعبات والملاسنات والتجمعات، فهو ليس أكثر من توسيع إطار لعبة دمج آخرين في داخل تشكيلة السلطة التي شكلها الاحتلال، وبالتالي فالأفق الوحيد الذي يمكن من خلاله أن يكون مفتوحا أو مغلقا أمام الناس هو أفق إنهاء هذه التشكيلة، وأنا أرى من فضل الله علينا أن الانتقال الآن من التدخل غير المعلن إلى التدخل المعلن؛ لأن هذا الأمر يكشف طبيعة عمق الصراع وإذا كان البعض يتصور انه سيساهم أكثر في شق المجتمع العراقي فأنا أرى على العكس من ذلك، إذا أُجيد التعامل مع الواقع وطرحت رؤى وطنية وليست فقط إسلامية فنحن الآن أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل منظومة المواجهة بعد ظهور الدور الإيراني بشكل سافر وتحوله إلى النمط العسكري في الصراع، هذا يؤسس لمرحلة جديدة في مواجهة أمريكا وإيران.

*   الهيئة نت    : كيف تقيمون المظاهرات السلمية التي نظمها العراقيون طيلة العام الماضي؟
// رميح: في بداية هذه المظاهرات قلت يا الله أي مجتمع هذا الذي يستطيع الانتقال من هذه الحالة الطويلة من الاقتتال والمقاومة، إلى هذه الحالة العميقة الممتدة من المظاهرات السلمية التي كان يطلق عليها الرصاص فلا ترد بالرصاص، هذا أحد أشكال الوعي الذي يثبت ما كنت أقوله لك، هذه المجتمعات حين واجهت نفسها وعادت إلى نفسها أصبحت قادرة على ممارسة استراتيجيات بالغة التعقيد، فهذا الشعب الذي قاتل كل هذا القتال وصمد في مواجهة الأمريكان هو نفسه الذي خرج للتظاهر والصمود، هذا الأمر أعاد فكرة المقاومة والمواجهة في العراق، وكان الأساس الذي خرجت منه المقاومة العراقية مرة أخرى وكان فيه أهمية؛ لأنه جاء بعد غزو العراق وبعد الاحتلال وبعد الدور التخريبي لما يسمى بالصحوات فأشعل هذه المنطقة احتشادا مرة أخرى وحشدا لقوة المجتمع العراقي، فأتصور أن هذه المظاهرات كان لها بعدا أعلى من مواجهة فكرة سطوة المالكي ومواجهة مسائل الاعتقال والقتل، فهي أعادت تشكيل لحمة المجتمع العراقي مرة أخرى، وكان أحد أهم مؤشرات نجاحها أن المالكي جاء بقواته ليقتحمها ويعتدي عليها، كان هذا التعبير من الثبات والحراك في المظاهرات يعيد انتاج المجتمع العراقي.

*   الهيئة نت    : العراق يعيش أزمة مالية رغم امتلاكه الموارد التي تنتج ميزانيات ضخمة، كيف تفسرون خلو الخزينة العراقية؟
// رميح: أنا الذي أسال كيف يمكن أن تتصور أن الخزينة العراقية بقي فيها مال وأنت تقرأ كل هذا الفساد الذي جرى، حتى فكرة القوات المسلحة التي شكلوها لحماية أنفسهم قامت على الفساد ونخرها الفساد ولعلك تتابع ما قاله (زيباري والعبادي) عن الـ(50) ألف فضائي أو أكثر في وزارة الدفاع وصفقات السلاح الفاسدة.
المطلوب من العراقيين أن يبحثوا عن أموالهم في الخزينة الإيرانية لقد تحمل العراق عبء الحصار الذي فُرض على إيران، خزائن العراق نفطه وزراعته كل هذا يذهب في ثلاث اتجاهات أولا: الولايات المتحدة لتعويض ما انفقته في الحرب،  وثانيا: في الخزائن الإيرانية، وثالثا: الطقم والمجموعات الفاسدة.
وأسأل عن وكلاء تصدير النفط للخارج، ستجد بالأسماء كل المجموعات والزمر  والميليشيات هي التي تسيطر على النفط حقيقة عبر شركات ووكالات علاقتها بإيران وبالخارج ومنهم عمار الحكيم.

*   الهيئة نت    : في ظل هذه الصورة المأساوية التي يعيشها العراق، هل هناك من ضوء للخروج من النفق المظلم؟
// رميح: كل الضوء، وهذا السؤال لا أتصور بعد كل ما حصل أنه بات مطروحا وبعد كل ما رأيناه من انتصارات وتحركات؛ لأنك عندما ترى طبيعة المعركة بهذا الأفق والاحتشاد الغربي، وحين ترى كل هذا الصمود والقدرة للعراق فالعراق سينتصر، والسؤال هو كم من الخسائر سندفع لكن سننتصر بإذن الله تعالى، والانتصار حصل بالفعل يوم انهار جيش المالكي فهو حقا انتصار، يوم الاحتشاد كان الانتصار، ويوم خروج الاحتلال يعد انتصارا، بالعكس الانتصارات هائلة وكثيرة، لكن الإشكالية أن الحالة العربية والإسلامية منشغلة بمعارك كثيرة  فيتأخر النصر لكنه قادم بإذن الله تعالى.

*   الهيئة نت    : هناك من يقول إن الواقع في العراق عكس هذا، فهناك حكومة على الأرض ودستور وعملية سياسية؟
// رميح: لو كان أحد هذه الأمور حقيقيا لما جاءت إيران بقواتها العسكرية لكي تثبت الحكومة وتدافع عنها وعن سلطة الاحتلال، ولما جاء الأمريكان بهذه الحشود والطائرات والآن يستعدون لإدخال قوات برية، لو كان كذلك لما كانت هذه الجرائم من قتل وتشريد واعتقال، كل المؤشرات تقول إن هذه الحكومة وهذه العملية السياسية وهذا الصراع وهذا التكالب والخلاف بينهم هو تعبير عن حالة الضعف وعن تلقي هزائم مُرة وموجعة، لكن علينا أن لا نأخذ الأمور بشكلها الذي يصور لنا، والذي يعبر عن حالة العراق السياسية العملية هو المشهد الذي رأيناه للعبادي مع رئيس وزراء تركيا حين خرج على الناس وهو لا يستطيع ان يرتدي بنطاله بشكل صحيح، ولا يفهم أين يتحرك فاضطر رئيس وزراء دولة أخرى أن يشده ليعلمه الطريق الصحيح، بالعكس نحن أمام تعبيرات وتجليات واضحة فهل هناك أكثر وضوحا من أن تطلب السلطة والأمريكان قتال السنة للسنة؛ لأنهم غير قادرين فخذ ما يطرحه علاوي ورئيس البرلمان عن وجود مبادرات للوحدة الوطنية وميثاق وطني، فما تراه من أشكال كارتونية هو تعبير عن الأزمة وليس عن القوة أو الثبات، والأهم أن العملية السياسية لم تحصل للحظة واحدة على مشروعية وطنية وإنما كانت تأخذ مشروعيتها من المحتل الأمريكي والإيراني.

*   الهيئة نت    : هل ترون ان دعوات المصالحة التي يطلقها اياد علاوي وسليم الجبوري  وغيرهما، مؤشرات ضعف أم قوة في العملية السياسية؟
// رميح: هي مؤشرات ضعف وهي عناوين لمحاولة الاستعانة بقطاعات أخرى ومجموعات أخرى  في صراعات العملية السياسية، وقد تكون درجة من الشرور والمأزق والأزمة بأنه لا يمكن تحقيق أي استقرار لهذه العملية السياسية من غيرها، لكن حين تأتي من أطراف بعينها بالذات علاوي والجبوري فهي تطرح أن هذه المجموعات داخل السلطة التي شكلها الاحتلال تشعر بأن السلطة جوهرها طائفي فتحاول الاستعانة بأطراف أخرى لكي تعيد تعديل الموازين، أو أن هذه المبادرات قد تكون مرتبطة بالصراع بدرجة ما بصراع أمريكي إيراني على من يجب أن يكون له النصيب الأكبر  وبالتالي هذا عنوان من عناوين أن هذه السلطة في مأزق.

*   الهيئة نت    : هل يمكن أن نعزي اسباب القتل والحرق والتهجير والتغيير الديموغرافي الى المأزق الذي يعيشه العراق وحالة الضعف لدى السلطة الحاكمة؟
// رميح: هو تعبير عن الضعف وليس القوة, وهو إشارة عليه حين تستخدم القوة في القتل والبطش والإرهاب الخ، أنت لست قويا أنت ترى أن هذا المجتمع صامد وقادر وبالتالي لا تستطيع لا بالأدوات ولا بالقوة الناعمة ولا بالثقافة ولا بقوتك أنت ولا المجموعات المرتبطة بك لا تستطيع أن تفعل شيئا، وبالتالي تستخدم هذه الحالة من الإرهاب هذه الحالة عندما تستخدمها فأنت تفتح طريقا أوسع لنمط أوسع وأعمق من المقاومة؛ لأنه بالنموذج مثلا: الصهاينة يحتلون فلسطين منذ عام 1948 وحتى الآن هل حصلوا على مشروعية من الفلسطينيين، لم يحصلوا ولذلك تظل هذه المقاومة وبعدها الاستراتيجي، ففي غزة مثلا ـ أول مكان في فلسطين يحرر تحت ضغط وإرهاب وحصار ــ أصبح الجندي الصهيوني لا يستطيع أن يسير  فيها, وبالتالي نحن لدينا عناوين مهمة في التعبير (البطش والقتل) يمارسه كل محتل وكل دكتاتور لكن هل يحقق له هذا استقرارا؟ على الإطلاق.

*   الهيئة نت    : ما السبيل لنصرة قضيته الطرف المظلوم الذي يُضطهد ويُقتل ويُهجر؟
// رميح: هذا أمر يتعلق باستراتيجيات الصراع فهناك بعدها العسكري، وهناك بعدها التحشيدي للمواطنين، وهناك بعدها الدعوي، وهناك بعدها الإعلامي وهناك بعدها الثقافي، وبالتالي هذا الأمر يرتبط بمفاهيم واستراتيجيات من كان قائما في العراق من قبل وما يحدث الآن وما ينبغي أن يكون؛ لأنه أحد أخطر الأشياء اليوم تتعلق بمحاولة تفكيك الحالة السنية في العراق, يعني كل أعمال الطرد وكل هذه الفظائع لا تمثل الخطر الرئيسي على الحالة العراقية، الذي يمثل الخطر الرئيسي الآن في العراق هو فكرة التحشيد الطائفي وتشكيل ميليشيا الحشد الطائفي، أنا أرى أن تشكيل هذه الميليشيا الطائفية هو الأخطر على العراق لحد الآن، وأن إيران وهذه المجموعات والميليشيات تتحول بفكرة الصراع إلى صراع على أساس طائفي، كانت الميليشيات طائفية وكان الجيش طائفي وكانت هناك محاولة وكأنه يبدو المشهد أن هذا جيش الدولة الخ، الآن أنت أمام حرب طائفية معلنة وبالتالي هذا يصعب الآن مسألة البناء الوطني، ولكنه يفتح طريقا أوسع وبالتالي يأتي هذا النمط وهذا القتل والتحشيد, وأذكرك في بداية المعركة على (الفلوجة والرمادي) بشكل خاص, ماذا فعلت المقاومة بالذين جاء بهم جيش المالكي, أسروهم وأعادوهم إلى قبائلهم, هم يفعلون هذا رغم كل ما جرى من قتل وترويع، ستجد أن هناك صلات لا تزال قائمة داخل المجتمع العراقي بكل أطيافه المختلفة وبالتالي وبمعنى أدق الآن حتى في محاولة فصل إقليم كردستان إلى آخره، لكن العراق حتى الآن فيه منطقة يمكن أن يجتمع فيها الناس ويحتشدوا وبالتالي الجزء الأخطر الآن الذي يجب أن يواجه هو فكرة التحشيد الطائفي؛ لأنها المرة الأولى التي يجري فيها حشد المجموعات السكانية بدعوة من المرجعيات الشيعية للقتال على أساس طائفي، ولعلك تلاحظ أن الثلاثة أسابيع الأخيرة بدأ التعديل في هذه اللغة، لأنهم شعروا بالعزلة حتى المرجعيات الشيعية الآن والساسة بدأوا يتحدثون الآن؛ لكي يخفوا هذه الحالة لأنهم وجدوا حالة من المقاومة تستشري داخل العراق بشكل أخطر على مشروعهم.

*   الهيئة نت    : برأيك هل أن مخطط تقسيم العراق بعيد الوقوع؟
طلعت: لست ممن يرون أن التقسيم هو نهاية المطاف، بمعنى أننا تابعنا الحالة في جنوب السودان، فقد قسموا السودان فهل أُقيمت دولة في جنوب السودان، النتيجة حصلت مذابح، وكنت ضد هذه الخطوة، وبالتالي لا يجب أن نفكر  بالأمر كالتالي أن من يملك السلطة يمكن أن يجعل خطا ويقول إن من يتجاوزه سأقتله، قد يستطيع هذا وهناك منذ بداية الاحتلال ومنذ مشروع بايدن في الكونجرس وكل الممارسات الطائفية ودور المالكي واختياره وغيره كل هذه الممارسات كانت دافعة وعمليا تدفع باتجاه تقسيم العراق، وهناك من ذهب من الطرف الآخر من المجموعات السنية منذ وقت مبكر إلى فكرة التقسيم، لكني أقول إن هناك أبعادا استراتيجية ستمنع هذا التقسيم وستنهيه، هذه مرحلة من المراحل في التاريخ العربي والإسلامي التي لا يوجد فيها دولة قادرة على أن تشكل اطارا وسياجا وعلما وراية تحشد خلفها وتمنع، ولذلك المستعمر هو في حالة من حالات استغلال الفراغ، لكن أؤكد لك أنه لو صمد أهل العراق سنتين أو ثلاثة في مواجهة هذا التقسيم سيحدث تغييرات في المنطقة العربية وستعيد حالة الهجوم مرة أخرى بشكل استراتيجي وليس بشكل تكتيكي، نحن حتى الآن نقاوم هذا التقسيم لكن قد نرى في مدة ليست طويلة تغييرا في الاتجاه ونصل من خلاله أن تكون مواجهتنا للتقسيم وللمجموعات التي تعمل على التقسيم بشكل استراتيجي وليس بشكل تكتيكي.

*   الهيئة نت    : ما هي أبعاد استراتيجية مواجهة التقسيم؟
// رميح: أولا، هناك من هم  داخل العملية السياسية من له مصلحة في استمرار سلطة الاحتلال في هذه الطريقة وليس بالتقسيم؛ لأنه إذا حدث التقسيم لا يكون له مكان.
ثانيا: إن التقسيم هو الخيار الأخير لإيران وليس الأول، لأن إيران بالمفهوم المذهبي تريد العراق ساحة مفتوحة، وقصة تحول المرشد إلى النائب عن المهدي المنتظر،  فحتى ينتقل من هذه الحال إلى تلك - طبعا وفق رؤاهم -  أنه لا بد أن يكون الطريق سالكا من طهران وقم إلى سامراء وإلى مناطق أخرى في العالم الإسلامي، إذاً فالأولى عند إيران هو فكرة السيطرة وليست التقسيم.
ثالثا: إيران ومجموعاتها إذا انعزلت في منطقة الجنوب صار جيبها معرضا للتصفية، ولن تصبح قادرة على ممارسة الدور الاستراتيجي المطلوب في السيطرة والهيمنة على دول الخليج، وهناك أسباب كثيرة لدى الطرف الآخر تجعله متحسبا لمسألة التقسيم.
وأتصور إن ما حصل من قتال في الحقبة الماضية وإن كان متصورا أنه يعمم فكرة التقسيم فأنا أرى أنها حالة تكتيكية، وبالعكس فحينما تقرأ المفاهيم الحقيقية لهذه الحالة الموجودة الآن ما بين سوريا والعراق تجد أنه بالعكس هو بعد استراتيجي وبعد توحيدي وتطهيري لمناطق أخرى، ثم إن مسألة التقسيم فيها مشكلة، قضية الأكراد وانفصالهم لا ترحب بها لا إيران ولا تركيا.

*   الهيئة نت    : بمعنى دور وتأثير البعد الاقليمي في الحالة العراقية.
نعم، وراجع الموقف مما يحدث في (كوباني)، والآن تحدث حالة احتلال لكردستان العراق وتحجيم دورها عن اتخاذ أي قرار، الإيراني عندما ذهب لمساعدة كردستان العراق لم يكن يساعدها من أجل مواجهة المقاومة العراقية أو تنظيم الدولة، كان يساعدها لتصبح تحت سيطرته أكثر، وكذلك التركي وغيره وبالتالي فهو قرار دولي، وما أريد قوله: هو صراع دولي وإقليمي وصراع إرادات ووضع بالغ الخطورة، وبالتالي هناك عوامل عدة يمكننا المراهنة عليها في وقف هذا الأمر، لكن الأهم في تقديري الآن أن العالم العربي يفتقد دور الدولة المحورية، وأنا أتصور خلال سنة أو سنة ونصف على الأكثر سيكون هناك نضوج لحالة دولة إقليمية قوية وأتصور أنه سيغير معادلات كثيرة في المنطقة ومنها وقف عوامل التفكيك.

*   الهيئة نت    : كيف ترون الدور الإيراني في العراق والمنطقة عموما؟
// رميح: إيران اليوم في مرحلة البوح في دورها العسكري في دول الإقليم وما نشاهده في العراق هو الدور الأكبر، لكن ستلاحظ أن المناورات الإيرانية الأخيرة التي أجرتها إيران، هي بمثابة إعلان حرب في المنطقة، فعلى إثر هذه المناورات جرى التصريح بالدور العسكري المباشر في العراق، والدور العسكري المباشر في سوريا، وفي لبنان واليمن، والدور العسكري المباشر هو لا يعني الدعم وإنما تشكيل ميليشيات وفيالق تابعة لإيران وتحت إشرافها من داخل الاستراتيجية الإيرانية، وبالتالي فالأمر لا يتعلق هنا بالعراق فقط وإنما يتعلق بالإقليم، وبقدر توسع هذا البوح والإعلان والنقلة في النفوذ الإيراني من الحالة المعنوية أومن حالة ولاية الفقيه أومن حالة ربط المجموعات بالاستراتيجية الإيرانية إلى هذا الحد من الربط العسكري، سيكون قد فتح الباب إلى مواجهة واسعة في الإقليم للدور والنفوذ العسكري الايراني، وهذا ما يطمئنني على الوضع في العراق فالمعركة باتت أوسع من العراق.

*   الهيئة نت    : هل ترون أن هذا التوسع سيستنزف إيران ويعجل في نهاية المواجهة معها؟
// رميح: نعم، لأنه سيعجل من المعارك واتساعها وبالتالي سيستنزف القوات الإيرانية، وفضلا عن ذلك أنه يكشف طبيعة العلاقات الإيرانية ـ الأمريكية والكيان الصهيوني وبالتالي يسمح بتعبئة واسعة في الإقليم لهذه المواجهة.

*   الهيئة نت    : كيف تنظرون إلى التقارب بين إيران وأمريكا؟
// رميح: منذ البداية نحن نقول إن هناك تقاطع مصالح واضح وارتباط بالمصالح واضح، وإن هناك استراتيجيات بين البلدين وإن الصراع بينهما هو حول مقادير النفوذ ومقادير المصالح بين الطرفين سواء الغرب أو الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، والآن باتت الأمور أشد وضوحا وأشد صراحة، الاتفاق الذي تبلور حتى الآن والتفاهمات والتعاون الاستراتيجي تحت زعم ما يسمى مكافحة الإرهاب أو المقاومة في واقع الحال، يكشف الأبعاد الحقيقية للعلاقات الإيرانية ـ الأمريكية وطبيعة التقاء المصالح الاستراتيجية في مواجهة المسلمين في العالم الإسلامي، وأتصور أن هذه هي البداية الحقيقية لتفعيل المواجهة مع الاستراتيجيتين الإيرانية والأمريكية؛ لأننا عدنا إلى بيزنطة والفرس مرة أخرى.

*   الهيئة نت    : تقصدون أن التحالف استراتيجي وليس مرحلي بين الأمريكان والإيرانيين؟
// رميح: كل التحالفات تقوم على فكرة الصراع والالتقاء، هناك فهم خطأ لفكرة التحالف لأنه لا يوجد في الحياة ولا في العالم جانب واحد من الالتقاء، حتى النظام الذي خلقه المولى سبحانه وتعالى لثبات الكواكب والنجوم والأقمار يقوم على قوة الطرد المركزي وقوة الجاذبية وبالتالي لا يوجد وجه واحد للالتقاء؛ لأن كل طرف يحاول أن يأخذ من الطرف الآخر قدر أعلى من المصالح، وكل طرف يجد أنه لا يستطيع أن يحصل على مصالحه إلا بالتحالف مع الطرف الآخر، وبالتالي نسميها الوحدة والصراع، التناقض في داخل التحالف والتحالف بمعناه ليس اندماج وبالتالي فنحن أمام حالة طبيعية حتى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والغرب في تحالفهما الاستراتيجي والعقدي والتاريخي بينهم صراعات وخلافات، فلا بد أن نأخذ من المؤشرات ما هو ضروري للعمل التكتيكي، لكن في الرؤيا الاستراتيجية الطرفان مقتربان من بعضهما البعض ومصالحهم على المدى البعيد وليس المنظور هي مصالح استراتيجية، لأن الطرف الذي يواجهانه سويا هو الذي يمثل الخطر على كلا الاستراتيجيتين الأمريكية والإيرانية، هو طرف موجود وطرف فاعل ومقاوم لا يستطيعون حسم المعركة معه بضربة واحدة، وبالتالي من طبيعة الخصم تتحدد طبيعة المصالح.

*   الهيئة نت    : ازاء هذا المفهوم، هل يمكن لدول الخليج أن تتصدى للدور الإيراني وحدها ؟
// رميح: على العكس وهذا ما كنا نقوله باستمرار إن دول الخليج لابد أن تدرك طبيعة المعركة الاستراتيجية وإن الدفاع عن الخليج يبدأ من الدفاع عن العراق وسوريا واليمن ولبنان، ويجب أن تعيد رسم استراتيجيتها وتدخلاتها وثرواتها وعلاقاتها الخارجية في مواجهة التهديدان الغربي والإيراني، وأن كل اختلاف في رؤية هذه المنظومة يؤدي إلى تغول طرف من طرفي التحالف لمصلحة الطرف  الآخر، يجب أن تكون هناك رؤية استراتيجية لدى دول الخليج بأن الحفاظ على دول الخليج يبدأ بمواجهة الفيالق المتقدمة التي تحيط بهم بوضع استعدادي عدواني من سوريا إلى لبنان إلى البحرين الى اليمن، فدول الخليج اليوم محاطة بحزام من نار وإن لم تتحرك برؤية استراتيجية صحيحة ستهزم من الداخل.

*   الهيئة نت    : ما تقييمكم  لما يجري في اليمن بعد سيطرة الحوثيين؟
// رميح: نحن أمام ثورة مضادة وانقلاب عسكري بقيادة إيران داخل اليمن ومحاولة السيطرة على القرار الاستراتيجي وليس التكتيكي في اليمن، وإعادة تشكيل منظومة الدولة على أساس سيطرة طائفة بعينها على الوضع، وأتصور بأن هذا الأمر سيوجد صراعا داخل اليمن وهو يتحرك للأمام وقد يستمر لسنوات طويلة، والأخطر أن هذا الصراع يمكن أن يفضي إلى تقسيم اليمن والسيطرة على الممرات المائية التي تتحكم بها جغرافية اليمن تاريخيا كباب المندب وبحر العرب، ولاحظ أن ايران قد مدت مناوراتها إلى بحر عدن.

*   الهيئة نت    : برأيكم هل ان قوة الحوثيين التي ظهرت في اليمن مدفوعة من ايران وبتواطؤ محلي؟
// رميح: أنا أرى أن الأخطر هو التواطؤ المحلي؛ لأنه على صعيد القوة والقدرة مارست هذه القوة نفوذها وتسليحها ودورها عبر الدعم الإيراني، وهُزمت في ستة حروب سابقة مع الجيش اليمني في وضع دولة لم تكن دولة قوية، الآن المشكلة في الوحدة اليمنية المجتمعية والوحدة السياسية، شاهدت اختراقات خطيرة مدفوعة بالدور الإيراني وأتصور أننا أمام مرحلة ستحدث فيها تغييرات درامية في الولاءات في داخل هذا التحالف الذي نراه، فقد نرى تغييرا في الحراك الجنوبي اليمني وقد نرى اشتعالا في مشكلة بين الطرف المحلي الذي تواطأ مع الحوثيين، وقد نرى تشققات داخل الحوثيين، وقد نرى تغييرا للعقيدة القتالية في الجيش اليمني لدفعه إلى مواجهة مع أقرب الدول الخليجية إليه.

*   الهيئة نت    : ما هي أبعاد التحالف الدولي الجديد ـ أهدافه، ومآلاته، ومستقبله ـ؟
// رميح: أتصور انه لا تحالف دولي ولا هم يحزنون، وأرى أن العالم يسير باتجاه معركة استراتيجية بين أطراف متعددة في العالم ستشهد تبلورا لنظام دولي جديد، ولا أتصور أن الولايات المتحدة بكل ما تفعل ستنجح في الحفاظ على سطوتها وقدرتها على التحكم في العالم، وألمح تحولات حقيقية في العلاقات الصينية الروسية تصل إلى درجة التحالف العسكري، وألمح أن أوربا تسعى إلى الخروج برؤية مستقلة، ولعلك ترى أن القرار الفلسطيني المتعلق بإنهاء الاحتلال صوتت فرنسا لصالحه، وامتنعت بريطانيا عن التصويت، بينما أمريكا  استخدمت حق النقض الفيتو في رفض القرار.
وأتصور أن الأوضاع في إفريقيا ستشهد تغييرا دراماتيكيا كبيرا بدعم روسي صيني  وانحياز بعض الدول في غير اتجاه الولايات المتحدة، وإفريقيا ستشهد صراعات قوية في الأيام القادمة قد تكون أقرب إلى حالة الشرق الأوسط وهذا ما سيحدث تمايزا بين القوة الفرنسية الصاعدة في العالم  والقوة الأمريكية التي تصارع، وأيضا أتصور أن بريطانيا لن تكون مندمجة في نفس الاستراتيجية الأمريكية  في المرحلة المقبلة، وأن أوربا قد تشهد تشققات في عامها المقبل على مرحلة أخرى لإعادة ترتيب معالم القوة، وعوامل التوازنات في مرحلة لن تطول وسنجد أنفسنا أمام أوضاع مختلفة عما نعيشه الآن، وسيكون لهذا الأمر تأثير كبير جدا على ما يجري من صراعات داخل الإقليم الإسلامي.

*   الهيئة نت    : في ظل هذه التصورات والتطورات، هل نحن مقبلون على حرب عالمية جديدة؟
// رميح: مفهوم الحرب العالمية القديمة انتهى، حرب بين جبهات وتحالفات انتهى، أما الحرب العالمية فهي تجري منذ الحرب على الإرهاب وهي تجري بمواجهة الطرف الأضعف في العالم وهم المسلمون بكافة أقاليمهم ومناطقهم وأطرافهم، لكن المسلمين لم يدركوا هذا الأمر، إلا أنه يتبلور بشكل واضح ودقيق، والعالم تدار توازناته وتصنع  من جديد، وكل حرب هدفها تغيير التوازنات في العالم ونحن نشهد هذه التغييرات، فالحرب العالمية الجديدة هي ضد الطرف الإسلامي وهي حرب عسكرية واقتصادية وهي حرب على مناطق الغاز والممرات المائية والأرض، الحرب جارية لإعادة التوازنات إلى جورجيا وإلى أوكرانيا، وحول الصين تجري حروب حقيقية ذات طابع اقتصادي وعملي ولوجستي وتتشكل قواعد جديدة ومناطق نفوذ جديدة، الحرب قائمة الآن في التطور الهندي والصيني الاقتصادي وغيره، الحرب قائمة الآن في تشاد ومالي وما شهدناه في السودان وما نشاهده من دور لإثيوبيا في منطقة القرن الأفريقي، فالحرب قائمة لكن هذا النمط من الحروب لا يعتمد حالة القوة العسكرية بين الطرفين لكنه يعتمد على توازنات وتغييرها، فالتوازن في العالم بين القوة ذاتها وصل إلى مرحلة يصعب تحديد إحداث تغييرات أساسية، والآن يجري التغيير عبر مناطق النفوذ والسيطرة الاقتصادية والتكنولوجية والحروب الالكترونية والاكتشافات الجديدة والبناء الاقتصادي هذه الحرب قائمة الآن.

*   الهيئة نت    : أين موقع المسلمين من كل هذا؟
// رميح: موقع المسلمين لا يزال متراجعا، لكني أتصور أن هناك خطوات مهمة حدثت، وهي خطوة الوعي، وخطوة التنظيم، وخطوة المواجهة، وخطوة الفهم، المسلمون اليوم بدأوا يعيدون اكتشاف أنفسهم واكتشاف رؤيتهم، وهذه هي الخطوة الأولى في ظهور أية نهضة وعودة وبناء وإحياء حضارة هذه الأمة، نحن الآن خطونا الخطوة الأولى.

*   الهيئة نت    : شكرا لكم
// رميح: أهلا وسهلا بكم.

   الهيئة نت    
ح

أضف تعليق