هيئة علماء المسلمين في العراق

في حوار مع الهيئة نت..الشيخ عبد الملك السعدي يحذر العراقيين من السياسيين في الحكومة الحالية
في حوار مع الهيئة نت..الشيخ عبد الملك السعدي يحذر العراقيين من السياسيين في الحكومة الحالية في حوار مع الهيئة نت..الشيخ عبد الملك السعدي يحذر العراقيين من السياسيين في الحكومة الحالية

في حوار مع الهيئة نت..الشيخ عبد الملك السعدي يحذر العراقيين من السياسيين في الحكومة الحالية

حذر العلامة الشيخ (عبد الملك السعدي) من السياسيين في الحكومة الحالية الذين يريدون التقاتل بين العراقيين على أساس طائفي، ودعا ابناء العراق كافة الى نبذ الخلافات والافكار والاتجاهات الممزقة للحمة الوطنية، والتمسك بالمواطنة وحب البلد وعدم الخضوع للأحزاب المفرّقة. وطالب الشيخ (السعدي) في حوار اجراه الدكتور (جاسم الشمري) مراسل    الهيئة نت     في العاصمة الاردنية عمان، أبناء المحافظات الوسطى والشمالية بعدم التخندق الطائفي، وعدم الاعتداء بالقتل على أي إنسان إلا بقدر الدفاع عن الدين والعرض والنفس، والتمسك بمباديء الدين الاسلامي الحنيف .. مؤكدا ان كل قتل في غير مجال الدفاع هو اعتداء لا يحبه الله تعالى، وأن المقتول ومن أي الأطياف كان يُعد خسارة عراقية.

وشدد (السعدي) على ان حل المشكلة العراقية يكمن في حكم هذا البلد من قبل أهله الاصلاء، بعيدا عن أي اتجاهات حزبية أو مذهبية أو قومية، ومن حكومة تمثل جميع الأطياف دون تهميش أو إقصاء وغير خاضعة لرغبات دول أخرى لا تريد الخير للعراق وأهله .. مشيرا الى ان هناك أسباب كثيرة تقف وراء استمرار التدهور الامني الذي يشهده العراق، أهمها محاولة السياسيين القائمين على الحكم الان، إخضاع العراق لهيمنة دول إقليمية مجاورة تبغي فرض سيطرتها على المنطقة بصورة عامة، واستخدام المكر والحيل لتهميش وإقصاء بعض مكونات البلد تحقيقاً لأهداف تلك الدول.

وفي رده على سؤال حول سكوت المراجع الدينية في الجنوب عن ما يتعرض له ابناء المحافظات الشمالية والغربية وحزام العاصمة بغداد من ابادة جماعية بحجة مكافحة الإرهاب، دعا الشيخ (عبد الملك السعدي) المراجع الدينية على اختلاف مذاهبهم الى محاربة النزعة المذهبية الرامية الى ضرب المذاهب بعضها ببعض، وأن يكونوا آلة إصلاح، وتجنب الكيل بمكيالين .. مشيرا الى جرائم الاختطاف والقتل والتهجير التي ترتكبها المليشيات الطائفية على اختلاف مسمياتها ضد العراقيين الأبرياء، وما تتعرض له المساجد ومنازل المواطنين من هدم وتخريب.

وفي ما يأتي نص الحوار:

*   الهيئة نت    : هل ما جرى ويجري في العراق ابتلاء أو عقوبة؟
// الشيخ السعدي: بسم الله الرحمن الرحيم، هو ابتلاء وعقوبة .. ابتلاء على العراقيين الاصلاء الشرفاء الوطنيين الحريصين على سلامته ووحدة أهله وأرضه وحريته؛ وهم كالثكالى، وليسوا مستأجرين، العراقيون ممن لهم أصالة في الوطنية والدفاع عنه ومشهود لأصولهم بالتضحية من أجله والذين يرفضون احتلاله من أي جهة كانت وهدفهم استقلاله وأمنه واستقراره.
وهو عقوبة على المارقين عن طريق الحق، والذين تمادوا في معاصي الله تعالى، ولا يمتلكون أي قيم إسلامية أو إنسانية، ولا سيما الذين سلطوا ألسنتهم وأقلامهم لمحاربة الدعاة والعلماء والطعن فيهم وتوجيه التهم إليهم والنيل منهم، وكذلك عقوبة على الساسة الذين لا هم لهم إلا المناصب وكسب المال والحصول على الجاه، ولو على حساب بلدهم وأهلهم وبني جلدتهم.

*   الهيئة نت    : برأيكم ما هي أسباب استمرار الأوضاع المتدهورة في العراق؟
// الشيخ السعدي: الأسباب كثيرة، أهمها ما يهدف إليه جمهور السياسيين القائمين على الحكم الآن، من إخضاع العراق لدول إقليمية مجاورة أو غيرها تبغي هيمنتها على العراق بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة، حتى ولو كان ذلك بإراقة الدماء وحصول الدمار والاضطهاد لأهل بلدهم وقتل الأبرياء والنساء والأطفال والعزل وسلب الأموال والممتلكات وإحلال الرعب والخوف فيهم بدل الأمن والاستقرار، واستعمال المكر والحيل للتهميش والإقصاء لبعض مكونات البلد تحقيقاً لأهداف تلك الدول الإقليمية.

*   الهيئة نت    : هل ان المشكلة سببها سياسيو المنطقة الخضراء فقط، أم تشاركهم فيها الجهات المعارضة للحكومة؟
// الشيخ السعدي: السياسيون في المنطقة الخضراء وراء (90%) من المشكلة، لان معظمهم رضوا أن يضعوا أيديهم بيد أعداء العراق في احتلاله العسكري أو الفكري حرصاً منهم على المكاسب الدنيوية ولو أدى ذلك إلى خرابه وإبادة شعبه، ونسبة (10%) سببها بعض المعارضين للنظام؛ وذلك لما ينطوون عليه من حب إخضاع الآخرين لاتجاههم الديني أو لتطرفهم في فهم الإسلام دين اليسر ويميلون في تطبيقه إلى الشدة والقسر، واتخاذهم من الأمور الفرعية اليسيرة أموراً عقدية لا يمكن التخلي عنها، ما أدى بهم إلى الفرقة وعدم الائتلاف، وكذلك اختلافهم السياسي الذي اذهب ريحهم وقواهم، وعدم تمكنهم من القضاء على المشاكل التي حصلت بسبب السياسات الفاشلة والخاطئة للحكومات المتعاقبة.

*   الهيئة نت    : ما هو رأيكم بمن يصف بعض الأحزاب الحاكمة في العراق بأنها تمثل (الإسلام السياسي)؟
// الشيخ السعدي: أصل هذه الأحزاب انها أسست لتدعو المجتمع إلى شريعة الله تعالى؛ ولتصحيح ما حصل فيه من انحراف فكري وأخلاقي، وتدعو غير المسلمين للدخول في الإسلام، ويرون أن بعض مبادئ الإسلام من الناحية السياسية، هي جزء يسير منه لا يمكن التخلي عنه، ولكنهم – مع الأسف- حولوه إلى الجانب السياسي فقط، وتركوا الجانب الدعوي ونسوا الهدف من تأسيس الحزب، لذلك ركنوا إلى حب الدنيا على حساب بلدهم وأهلهم وعادَوا العلماء الذين يوجهون لهم النصائح للعودة إلى أهداف أحزابهم، وتغافلوا عما يجري على أهلهم من تهجير وتخريب وسفك للدماء .. أعادهم الله إلى رشدهم وإلى رعاية أهلهم ووطنهم.

*   الهيئة نت    : هل حاولت حكومة العبادي الاتصال بكم وما ردكم ان حصل ذلك؟
// الشيخ السعدي: لم تحصل أي محاولة بذلك من حكومة العبادي، بل إن السياسيين السنة في هذه الحكومة هم في مقدمة من نصبوا لي العداء وحاولوا النيل من سمعتي لدى السواد المغرر بهم من أبناء السنة، وعلى فرض المحاولة للاتصال بي فإني أضع شرطاً قبل اللقاء، وهو أن يتصلوا بي على أساس العراقية لا الحزبية، ولا المذهبية، وأن لا يكون مجرد سماع رأي فقط، بل لقاء تُلمس آثاره وفوائده فوراً، وأن يكون من ضمنهم العبادي نفسه مع أذن صاغية لما يحل في البلاد، والتعاون على إعادة الوطن إلى أمنه واقتصاده واستقراره، وللاسف فإن هذا غير متوقع.

*   الهيئة نت    : بعض المواطنين تفاءلوا جداً بوصول العبادي إلى الحكم فما هو رأيكم؟
// الشيخ السعدي: كنت قد قلت في خطابي للمتظاهرين في حينه نحن لا نريد تغيير أشخاص بل نريد تغيير أفكار واتجاهات من نزعات طائفية إلى نزعات عراقية تخدم الدين والوطن والعراق من أقصاه إلى أقصاه، وأن نرفض التبعية لغيرنا وأن نحرر العراق من الاحتلال العسكري والعقائدي، أما أنا فلم أتفاءل بأي تغيير؛ ما دام اللاحق كالسابق في الحزب والمذهب وحب القتل بالراجمات والبراميل المتفجرة، بل إنها زادت على ما هو موجود سابقاً.

*   الهيئة نت    : ما هي الحلول الممكنة للأزمة العراقية من وجهة نظركم؟
// الشيخ السعدي: الحلول صارت واضحة لكل عراقي كبيراً أو صغيراً ذكراً أو أنثى مسلماً أو غيره عربياً أو غير عربي، تتمثل في حكم العراق من قبل أهله الأصلاء ليس غير، مجرداً عن أي اتجاه حزبي أو مذهبي أو قومي، ومن حكومة تمثل جميع الأطياف دون تهميش أو إقصاء وغير خاضعة لرغبات دول أخرى لا تريد الخير للعراق وأهله، ويعيدون العراق إلى وحدته ولحمته في التشارك والتجاور والمحبة والسير به إلى شاطئ الرفاه والعزة والأمان والعيش الرغيد، والحرص على تراثه وثرواته، والضرب على أيدي السارقين لها وإبعادهم عن النيل منها أو تبذيرها.

*   الهيئة نت    : هل انتم راضون عن سكوت المراجع الدينية في الجنوب على ما يجري من إبادية لابناء المحافظات الشمالية والغربية ومناطق حزام بغداد بحجة مكافحة الإرهاب؟
// الشيخ السعدي: أقول إن المراجع الدينية على اختلاف مذاهبهم يجب عليهم محاربة استثمار النزعة المذهبية لضرب بعض المذاهب للمذهب الآخر وعليهم أن يكونوا آلة إصلاح إذا ما أراد السياسيون استغلال المذهبية لصالح بقائهم في الحكم وعليهم تجنب الكيل بمكيالين فـ(تنظيم الدولة الإسلامية) يعدونه منظمة إرهابية، ولكن ما يجري من قبل المليشيات على اختلاف أسمائها، من مداهمات وقتل وتهجير الأبرياء الذين لا يحملون السلاح ومن هدم للمساجد والمنازل لا يعدونه إرهاباً، وما جرى من الطائفيين في الأقطار الأخرى لا يعدونه إرهاباً بل دفاعا عن الحق.
المفروض بهم أن يكافحوا الإرهاب على اختلاف أنواعه ومسمياته ولا تسكت عن الجميع ولا تميز بين إرهاب وإرهاب؛ لأن الضحية هم العزل والأطفال والنساء والعجزة، فضلاً عن أن يفتوا بقتلهم في حشود تؤدي إلى خسارة عراقية؛ لأن المقتول هو عراقي من جميع الأطراف، وأن يكونوا واقعيين؛ فإن القصف هو على مكون معلوم فقط، والواقع يشهد بذلك.

*   الهيئة نت    : ما هي نصيحتكم للعراقيين جميعا، ولأبناء المنطقتين الوسطى والشمالية بصورة خاصة؟
// الشيخ السعدي: أقول للعراقيين احذروا من السياسيين الذين يريدون التقاتل بينكم على أساس طائفي، وانبذوا كل شخص أو فكر يهدف لذلك، وعودوا إلى سابق عهدكم، أخوة في المواطنة وحب البلد ولا تخضعوا للأحزاب المفرّقة والاتجاهات المذهبية الممزقة.

كما احذر أهالي المحافظات الوسطى والشمالية من التخندق في النزعة الطائفية، وإياهم والاعتداء بالقتل على أي إنسان إلا بقدر الدفاع عن الدين والعرض والنفس، وعليهم التمسك بقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران آية (103)، وبقوله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) البقرة آية (190)، فكل قتل في غير مجال الدفاع هو اعتداء لا يحبه الله تعالى، وأن المقتول هو خسارة عراقية ومن أي الأطياف كان .. والله الموفق للرشاد.

*   الهيئة نت    : وفقكم الله شيخنا الكريم، وحفظكم ذخراً لبلادنا وأمتنا، وبارك الله فيكم.
// الشيخ السعدي: حياكم الله، وأهلاً وسهلاً.

   الهيئة نت    
ح

أضف تعليق