الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فقد تابعت الهيئة بقلق بالغ التطورات الخطيرة للأحداث في العراق خلال الأيام الماضية، ورصدت باهتمام تداعيات الأحداث في مدينتي بغداد والفلوجة ومحافظة ديالى، ومن منطلق حرصها الدائم على إيضاح الحقائق وتثبيت الوقائع كما هي، تود الهيئة أن تبين الآتي:
يبدو أن هناك رابطاً غير خفي يربط بين مظاهرات يوم الثلاثاء الماضي في بغداد وحصار قوات الاحتلال لمدينة بهرز في محافظة ديالى وخرق هذه القوات لوقف إطلاق النار في مدينة الفلوجة هدفه تمرير مخطط خطير لإثارة النعرات الطائفية في البلد. وتسجل الهيئة هنا استغرابها الشديد من طريقة إثارة حادثة مقتل سواق الشاحنات الستة خارج مدينة الفلوجة وتوقيتها وإخراجها الذي يبعد بها عن الجانب الإنساني. وتؤكد الهيئة إنها بذلت ما تستطيع للتحقق من حقيقة ما جرى وثبت لها بالدليل القاطع عدم صحة ما قيل ويقال حول هذا الموضوع وما تردد من معلومات حول استهدافٍ مقصودٍ لهم أو إعدامهم بأمر من أحد أهل المدينة كما تردد من شائعات في وسائل الإعلام وتنوه الهيئة بنفي الجهات المسؤولة في الفلوجة رسمية وشعبية لهذه الأنباء.
وتحرص الهيئة على الرغم من كل ذلك إلى بيان موقفها الواضح والصريح الرافض والمستنكر لقتل المدنيين الأبرياء في أي مكان من بلدنا العزيز العراق ومن أي دين أو عرق أو طائفة كانوا.
و تسجل الهيئة استهجانها الشديد لاستغلال هذه الحادثة من بعض الجهات استغلالاً بشعاً لا يراعي أدنى مقوم من مقومات العلائق الحسنة بين أطياف هذا الشعب التي نحرص عليها كل الحرص، ونتجنب من أجلها الخوض في أي أمر يؤثر على ذلك ونتحمل ألم الصبر ونعض على الأصابع ونتسامى على الجروح حفاظاً على وحدة هذا البلد واستقلاله وهو الهدف الرئيس الذي أنشئت الهيئة من أجله وتسمت باسمها الجامع دلالة عليه.
كما وتسجل الهيئة بفخر صمود أهلنا في مدينة (بهرز) الأبية الذين صدوا بأجسادهم وأيديهم الخاوية إلا من الإيمان بالله والثقة بنصره، هجوم قوات الاحتلال الغاشم الذي استهدف مدينتهم منذ أيام واستطاعوا بفضل الله أن يفكوا عن أنفسهم حصاره القاتل الذي لم تستثن نيرانه كبيراً أو صغيراً وأسهم في تشريد الكثير من أهل المدينة الذين نزحوا عنها تحت ضغط القصف والتنكيل المتواصل الذي غاب عنه ضمير العالم ولم تلق له وسائل الإعلام بالاً على الرغم من بشاعته ولا إنسانيته.
وتندد الهيئة بشدة خرق قوات الاحتلال لوقف إطلاق النار في مدينة الفلوجة وتصعيدها للموقف بإستهدافها أحد أحياء المدينة وقتلها لأكثر من عشرين مواطناً تم انتشالهم من تحت أنقاض منازلهم التي هدمت على رؤوسهم بفعل غارة جوية لطيران قوات الاحتلال، ونؤكد على خطورة هذا الخرق وتهديده لسلامة المدينة وأمن أهلها، ونحذر من تداعيات هذا الاعتداء غير المحسوبة.
والله من وراء القصد
هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العـام
2/جمادى أول/1425هـ
20/حزيران/2004م
بيان رقم (45) حول الأحداث الأخيرة في بغداد وبهرز والفلوجة