الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:
فإن من المفجع والمؤلم جداً توالي حوادث الاغتيالات والتفجيرات الإجرامية التي جرت في الأيام الأخيرة وطالت عدداً من خيرة أبناء البلد من مشايخ علم وأساتذة جامعات وشخصيات عامة وغيرها ومن كل الطوائف والفئات السياسية والاجتماعية العراقية، وكان من آخر تلك الأعمال الإجرامية اغتيال الشيخ خليل سبع عضو هيئة العلماء وإمام وخطيب جامع دعاة الإسلام في بغداد والدكتور بسام كبة وكيل وزارة الخارجية والدكتور صبري البياتي الأستاذ في جامعة بغداد والدكتور كمال الجراح أحد المسؤولين الكبار في وزارة التربية وغيرهم وكذلك الانفجارات الأخيرة في مدينة بغداد وغيرها.
نقول وبكل تأكيد: إن الذي يقف خلف هذه الأعمال الهوجاء والمستفيد منها هي عصابات الغدر والجريمة المنظمة والهدف من ذلك هو استئصال العناصر الحية والمخلصة من أبناء العراق في كل المجالات ومن كل الأطراف، ومحاولة إثارة الشكوك والفتن بين أبنائه وابقاء حالة الأمن والاستقرار في هذا البلد المنكوب مضطربة ليستفيد من ذلك أعداء العراق أصحاب المصالح الخاصة والنفوس المريضة للوصول إلى مصالحهم الرخيصة ولو على حساب حياة مواطنيهم وأمنهم واستقرارهم ومستقبلهم.
لذا فان هيئة علماء المسلمين في العراق تكرر التنبيه إلى خطورة مثل هذه الأعمال الشريرة وتدعو كل أصحاب القرار والتأثير الحقيقي في العراق من علماء الدين والسياسيين وغيرهم إلى ضرورة القيام بواجبهم الديني والوطني في التصدي لهذه الأعمال الإجرامية وغيرها من الأعمال الشاذة المنافية لتعاليم ديننا الحنيف وكل القيم والأعراف الإنسانية قبل اتساع شرها واستفحال خطرها الذي قد لا ينجو منه المتورطون في هذه الأعمال ولا المتفرجون عليها وسيكون الخاسر فيها لا سامح الله هو العراق وشعبه، ولنا فيما حل في غيرنا عبرة، فلنتدارك الأمر قبل فوات الأوان وقبل أن نندم جميعنا حين لا يجدي الندم.
والله نسأل أن يدفع عنا وعن بلدنا كيد الكائدين وشر الأشرار المجرمين إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وهو حسبنا ونعم الوكيل.
هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العـام
27/ربيع الثاني/1425هـ
15/حزيران/2004م
بيان رقم (44) حول ظاهرتي الاغتيالات والتفجيرات المؤسفتين