هيئة علماء المسلمين في العراق

بيان رقم (39) حول حادثة اغتيال عضو الهيئة الدكتور سعدي أحمد زيدان
بيان رقم (39) حول حادثة اغتيال عضو الهيئة الدكتور سعدي أحمد زيدان بيان رقم (39) حول حادثة اغتيال عضو الهيئة الدكتور سعدي أحمد زيدان

بيان رقم (39) حول حادثة اغتيال عضو الهيئة الدكتور سعدي أحمد زيدان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه من والاه. وبعد:
فان الله عزَّ وجل يقول في محكم كتابه العزيز ]مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً[ ويقول عليه الصلاة والسلام ((كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) ويقول أيضاً ((إن دمائكم وأموالكم عليكم حرام))، ويقول أيضاً ((ما يزال المسلم بخير ما لم يصب دماً حراماً)).
لا يخفى على النابه أن أمر المسلمين اليوم فيه من الفتن والأزمات ما يستفيد منه الأعداء ويعملون على تفعليه، خدمة لمصالحهم ومآربهم، ولا يخفى أيضاً أنه على المسلمين أن يكونوا في غاية الحذر من منح أعدائهم مثل هذه الفرص، والسبيل لذلك التزام جادة الإسلام، بعيداً عن أهواء النفوس ونزعات العواطف وفي كل الظروف والأحوال.
ومن القضايا المهمة التي عني بها الإسلام قضية الدماء، فقد عالجها بحكمة وجعل أمرها منوطاً بالحاكم الشرعي والقضاء الإسلامي، ولم يسمح لأحد أن يقيم حداً من تلقاء نفسه أو يسفك دماً معصوماً بناءً على مصلحة يقدرها هو، كما أنه جعل حال المسلمين في ظرف غياب السلطان الشرعي مرجعه إلى العلماء من أهل النظر والاجتهاد لا إلى كل من بدا له أن يقدم على فعل تصوغه له أفكاره وهواجسه، فحذار أن يتعجل المسلم الغيور في ارتكاب ما تمليه عليه العواطف أو الأقاويل الاتهامية التي تصدر من هنا وهناك.
ثم إن مما ينبغي أن يعلن أنه لا يصح لمسلم الإقدام على أي تصرف استناداً إلى شبهة أو تقول أو ملاحظة مسلم في مواضع التهم فيتخذ القرار المتعسف في سفك الدماء فإن في ذلك هدراً لحقوق الناس ودفعاً بالمجتمع الإسلامي إلى الفوضى.
لذا تهيب هيئة علماء المسلمين في العراق بالمسلمين جميعاً إلى الحذر الشديد من التورط في أفعال يأباها الشرع الحنيف وتفتح بها أبواب الشر ويصار من ورائها إلى الإيقاع بين المسلمين وترك واجب الوقت.
ثم بعد: فإنه قد ساء الهيئة كثيراً نبأ اغتيال الدكتور سعدي أحمد زيدان وقتل واصابة من معه إصابات خطيرة ومنهم الدكتور خالد سليمان الفهداوي، وإنها ترى أن هذا العمل مستنكر ومدان وانه استدراج لبث ريح الفتنة بين المسلمين والوصول بهم إلى نتائج لا تحمد عقباها، في وقت يتطلع فيه أهل البلد إلى ما يجمع كلمتهم لمواجهة شرور الاحتلال، والخروج من مأزقه.
وإنا لله وإنا إليه راجعون

هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العـام
6/ربيع الثاني/1425هـ
26/آيار/2004م

أضف تعليق