الحمد لله، والصلاة على رسول الله ،وعلى اله وصحبه ومن والاه.
وبعد :
فإن قوات الاحتلال تأبى إلا أن تمعن في لا مبالاتها بأرواح ودماء الشعب العراقي المصاب محاكية أفعال النظم الدكتاتورية السابقة في سلوكها ومتجاوزة حدودها فتكاً وعنفاً، فبعد فضيحة تعذيب المعتقلين في سجون الاحتلال التي تجاوزت كل التصورات، ها هي اليوم تعيد ما حدث في مدينتي النجف وكربلاء سنة 1991 فتضرب بأسلحتها الفتاكة لتطال الأهالي وتلحق الأذى بأرواحهم وممتلكاتهم وتنتهك حرمة المساجد وتدنس أضرحة الأئمة الكرام من آل البيت الطاهرين، وتحرص على سفك الدماء رافضة كل المبادرات والحلول السلمية التي قام بها الخيرون من وجهاء المدينتين الطيبتين.
إن هيئة علماء المسلمين في العراق تدين بشدة هذه الأفعال الاجرامية بحق أهلنا في النجف وكربلاء وتدعو قوات الاحتلال إلى تحكيم منطق العقل بدل منطق القوة. وتناشد في الوقت نفسه اخوتنا في النجف وكربلاء إلى التضامن فيما بينهم والوقوف صفاً واحداً في وجه من يريد بهم الشر في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها بلدنا العزيز، والحذر من السقوط في الفخ وعدم السماح لأي فتنة داخلية بالاشتعال لأن الخسارة حينئذ ستطال الجميع بلا استثناء وسيلحق الاهالي وقضيتنا العادلة أذىً كبير. كما تحث الشعب العراقي جميعاً على أن لا يتخلى عن هذه القضية، وان يبذل كل ما في وسعه لاطفاء النار وتوجيه لظاها إلى من يستحقه دون أهلنا واخواننا.
إننا ندعو العراقيين بكل أطيافهم ممن جندوا في خدمة عسكرية ملحقة بقوات الاحتلال وغيرهم الا يتورطوا باطلاق النار على أبناء جلدتهم، فالاحتلال زائل، وابناء البلد باقون، وفي كل الأحوال لن يغفر الشعب لمن تواطأ مع الاحتلال، فليتق الله هؤلاء، وليحتذوا بجنود من الكتيبة
(36) أبَوْا قتال ابناء وطنهم في الفلوجة، وما زال الشعب العراقي يكن لهم كل الاحترام.
إننا مدعوون جميعاً لنقف وقفة رجل واحد، فالظلم الذي طالنا تجاوز كل الحدود، ولنتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم)).
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العـام
26/ربيع الأول/1425هـ
15/آيار/2004م
بيان رقم (36) حول الأحداث في مدينتي النجف وكربلاء