هيئة علماء المسلمين في العراق

بيان رقم (34) حول تعذيب المعتقلين
بيان رقم (34) حول تعذيب المعتقلين بيان رقم (34) حول تعذيب المعتقلين

بيان رقم (34) حول تعذيب المعتقلين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فقد نشرت احدى الفضائيات الأمريكية صوراً يندى لها جبين الانسانية، تكشف عن بشاعة ما يرتكبه الأمريكيون من تعذيب واذلال بحق المعتقلين من أبناء شعبنا، وقد أبدى العالم اشمئزازه مما يكشف عن نزعة وحشية يتمثل بها هؤلاء الهمجيون، وحاول الرئيس بوش ورديفه بلير حصر هذه الظاهرة بنفر قليل من رجالهم، والزعم بأن هذه الصور لا تعبر عن حقيقة الجيش الذي أرسلوه إلى العراق.
ونحب هنا أن نوضح أمرين:
أولاً: إن هذه الصور لا تمثل سلوك افراد من الجيش الأمريكي، بل هي سلوك دائم في دهاليز التحقيق الأمريكية، وليست منحصرة في سجن أبي غريب، وانما لها نظائر في مدن الموصل وتكريت والحبانية وغيرها، وما زال شهود العيان أحياء يروون ما يشيب لهولـه الولدان، والأمريكيون –كما يروي لنا المعتقلون- قد قسموا التحقيق إلى درجات، وهذه الصور تعبر عن سياق معمول به في احدى هذه الدرجات، وقد سبق ان نبهت الهيئة على مثل هذه الممارسات المقززة لمرات عديدة.
ثانياً: اظهار الرئيس الأمريكي وتابعه بلير الدهشة من هذه الصور، يذكرنا بالاسطورة المشهورة، [الحاكم الذي لا يعرف] وهي تعني في عرف السياسة العالمية ان الحاكم، لا يمكن أن يجهل ما يقوم به جنوده وأزلامه، وهي اسطورة كان يذكرنا بها الغربيون أنفسهم، كلما حلا لبعض الناس أن يلتمسوا العذر لحاكميهم حول ما يقترفه أزلامهم من جرائم بأنهم لا يعرفون.
ان هيئة علماء المسلمين في العراق  إذ تستنكر كل ما يرتكب بحق شعبنا من جرائم تمس حرياته وكرامته، لتؤكد للعالم أن ما خفي أعظم، وان شعبنا سيحتفظ بحق رد الاعتبار في الوقت المناسب، ولن تثنيه هذه الأعمال الخرقاء عن عزمه لنيل استقلاله.
كما تدعو الهيئة المنظمات العالمية لحقوق الانسان للقيام بواجباتها في اجراء تحقيقات حيادية ومستقلة وعلنية في قضايا المعتقلين في كل السجون العراقية، واعتبار هذه الانتهاكات جرائم حرب.
وعلى الرئيس الأمريكي وغيره بدل ابداء الدهشة أن يصدر أوامره لجنده باطلاق سراح معتقلينا نساء ورجال وصغاراً ومعوقين، وليتذكروا دائماً ان الديان لا يموت، وان الذنب لا ينساه التاريخ.

هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العام
11/ ربيع الأول/1425 هـ
1/ آيار/2004م

أضف تعليق