الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد..
فقد اطلعت هيئة علماء المسلمين في العراق على صيغة العلم الذي اقترحه مجلس الحكم المؤقت، وخطيئة اقتراح مثل هذا العلم ليست أمراً جديداً على هذا المجلس المؤقت فقد سبق له ان اقترح يوم 9/نيسان- يوم الاحتلال يوم الدمار والخراب عيداً وطنياً للأمة.
ولا بد في هذا الصدد من بيان جملة أمور تتعلق بالموضوع وهي:
1- مجلس الحكم الانتقالي المؤقت وكما يدل عليه اسمه لا يملك صلاحية تغيير أهم رمز من رموز الوطن والأمة وهو العلم، فهذا المجلس مؤقت وكل القوانين والنظم الدولية تفرض مصادقة حكومة شرعية منتخبة على مثل هذا الأمر ثم احالته إلى البرلمان أو الاستفتاء العام لا قراراه وهذا لم يحصل في موضوع تغيير العلم العراقي الحالي مع الأخذ بالنظر أن هذا العلم ليس علم النظام السابق ولا يمثله.
2- الإصرار على حذف عبارة (الله أكبر) فيه تحدٍ صارخ لمشاعر الأكثرية المسلمة في هذا البلد الجريح التي تعتز بانتمائها لهذا الشعار باعتباره رمزاً للدين الذي نؤمن به. والهلال لا يعبر عن المعاني الاسلامية كما تعبر عنها عبارة (الله أكبر) وبما تمثله هذه العبارة من انتماء حضاري وتاريخي متجذر في عمق تاريخ هذه الأمة.
3- في العلم المقترح اقتباسات واضحة من علم (الكيان الصهيوني) تتمثل بالخطين الأزرقين اللذين يمثلان العلم الصهيوني خطاً ولونا،ً ومعروف عداء هذا الكيان لأمتنا عموماً ولبلدنا خصوصاً فكيف طابت نفوس أعضاء مجلس الحكم الذين يزعمون تمثيلنا ان يقتبسوا من أعدائنا بهذه الصورة البشعة.
4- الوان العلم العراقي الشرعي مثبتة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وهي مشتركة بين جميع دول المشرق العربي ومصر والسودان وبالتالي فان محاولة تغييره الآن تمثل سلخاً للعراق عن محيطه العربي وعزلاً له عن اشقائه في خطوة مكشوفة لتحقيق هدف من الأهداف الخطيرة لما يسمى بـ(قانون ادارة الدولة المؤقت).
إن هيئة علماء المسلمين في العراق ترفض رفضاً قاطعاً أن يتغير العلم وهو رمز السيادة للأمة والوطن بمعزل عن رأي الشعب العراقي وارادته، وعلى مجلس الحكم ومن ورائه قوات الاحتلال أن يكفوا عن تجاهل ارادة العراقيين والاستخفاف بقيمهم ومشاعرهم.
والله من وراء القصد.
هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العام
9/ ربيع الأول/1425 هـ
29/ نيسان/2004م
بيان رقم (33) حول تغييـر العلم العراقـي