الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد..
في الوقت الذي دعونا فيه أهالي مدينة الفلوجة إلى وقف إطلاق النار، واللجوء إلى المفاوضات لفك الاشتباك بينهم وبين قوات الاحتلال، وفي الوقت الذي تقوم جهات ومرجعيات دينية في مدينة النجف الأشرف بمفاوضات أخرى للوصول إلى درجة من التفاهم، تتجاهل قوات الاحتلال هذه المساعي، وتعمد إلى خرقها بشتى السبل، وعلى نحو استفزازي، يوحي بعدم رغبتها في تحقق السلام، وكأنها في لهفة للمواجهة مع الشعب.
ففي الفلوجة – وعلى الرغم من وجود هدنة- تقوم طائراتها كل يوم بالقصف، وتحكم طوقها حول المدينة بمزيد من الحشود العسكرية، وفي النجف الأشرف، تقوم بالتحشد ذاته، وتضع شروطاً تعجيزية لعملية المفاوضات، فضلاً عما قامت به من استدعاء مزيد من الجنود، وتمديد إقامة جنودها المتواجدين في العراق.
إن هذه السياسات – في تقديرنا – خاطئة للغاية، وعلى الأمريكيين أن يعرفوا أن استعمال القوة بهذا النحو لن يحل مشاكلهم، بل سيرسخ شعور أبناء شعبنا بالظلم، وسيزيد حماسهم لهيباً.
كما أننا نحذر قوات الاحتلال من اقتحام مدينة النجف، واستهدافها بالتخريب والتدمير، لما لهذه المدينة من مكانة في قلوب المسلمين جميعاً بلا استثناء، لاسيما وأن تربتها تضم رفات الإمام علي (رضي الله عنه)، وهو من هو رفعةً وقدراً، الأمر الذي سيعد انتهاكاً لحرمة رموزنا الإسلامية، وسيصنف على أنه اعتداء بدوافع دينية، صليبية الاتجاه والهوى، وهذا – في كل الأحوال – مما لا تحمد عقباه.
وقد بلغنا..
والله خير شاهد ووكيل.
هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العام
28/ صفر/1425 هـ
18/ نيسان/2004م
بيان رقم (32) حول حصار مدينة النجف الأشرف