الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
وبعد:
فيا ابناء شعبنا العراقي الأبي لقد مضى عام كامل على احتلال بلدكم من قبل أعداء الشعوب أمريكا وحلفائها في الجريمة، ضاربة بعرض الحائط كل نداءات الرفض والاستنكار من دول العالم وشعوبه، لعدوانها الآثم، ومنتهكة به كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية التي تحرم العدوان على الشعوب والدول ذات السيادة، متذرعة بذارئع شتى قد بان للعالم كله زيفها وكذبها، فلا اسلحة دمار شامل ولا قدرة للعراق على تهديد الجيران فضلاً عن تهديد الأمن العالمي كما يزعم، ولا علاقة لنظامه البائس بأحداث (سبتمبر) أو القاعدة كما ادعت أمريكا وروجت لذلك كثيراً، وهي تعلم قبل غيرها زيف هذه الدعاوى والافتراءات التي أرادت بها تمرير عدوانها على العراق المقرر منذ الاسبوع الأول من ولاية بوش الحالية وقد تم لبوش وحلفائه ما ارادوا وخططوا له يوم 9/4/2003م من العام الماضي، ومنذ ذلك اليوم المشؤوم والعراق يعاني من شتى أنواع الظلم والقهر والاستبداد والاستيلاء على كل مقدراته وشؤون الحياة فيه، بكل صلف وعنف واستخفاف بأهله، فلا تحرير كما ادعوان بل استبعاد واستبداد وتخريب وتدمير لكل مظاهر الحياة، ولا ديمقراطية بل سجون وتعذيب ومعتقلات.
ولا أمن بل هدم وسلب ونهب وترويع للآمنين، واراقة للدماء في الشوارع والطرقات، ولا سعادة أو عيش رغيد كما بشروا، وإنما بطالة واسعة وإقصاء عن الوظائف والاعمال، واهمال لوسائل الحياة الضرورية، وسعي مستمر وواضح للتشبث بالبقاء وإدامة الاحتلال لهذا كله ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل أحرار العالم إلى أن يقفوا إلى جانب الشعب العراقي في محنته، وذلك بمطالبة الاحتلال جدياً بالرحيل عن العراق وتركه لأهله، فالعراق ليس يتيماً حتى يحتاج إلى ولي ولا قاصر يحتاج إلى وصي، وبدون هذا لا يمكن للعراق أن يستقر، ولا يرتاح أبناؤه أو يهدأ لهم بال ما دام الاحتلال جاثماً على ارضهم بعد ان تأكدوا من نوايا الاحتلال وخطورة مخططاته
والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العام
19/صفر/1425 هـ
9/نيسان/2004م
بيان رقم (30) حول الذكرى الأولى لاحتلال العراق