الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
فما زالت قوات الاحتلال، تؤكد بين الفينة والأخرى، أنها جاءت لمصادرة الحريات، وإلحاق مزيد من الأذى بأبناء الشعب العراقي الذين يأبون أن يطأطئوا رؤوسهم لمن يريد أن يسلبهم أرضهم وكرامتهم.
إن ما يجري الآن في بغداد في الأعظمية والكاظمية ومدينة الثورة والشعلة، والنجف الأشرف وفي الفلوجة ومدن عراقية أخرى من استهداف المدنيين من أبناء وطننا وحصارهم بالدبابات، وقذفهم بحمم الطائرات، لهو وصمة عار على قوات الاحتلال، التي كانت وما زالت تسلك سبيل النظم الدكتاتورية في مصادرة الحريات، واضطهاد أبسط حقوق الإنسان.
إن هيئة علماء المسلمين تدين هذا القمع الأمريكي، وتطالب قوات الاحتلال بان تكف يدها عن أبناء وطننا في هذه المدن كافة، فان الاعتداء عليهم اعتداء على كل أبناء العراق، من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، وان التمادي في هذا الظلم لن تحمد عقباه أبداً.
كما تطالب الهيئة بالإفراج السريع عن المعتقلين، والاعتذار عما ارتكبته، هذه القوات بحق الأبرياء من جرائم.
وتدعو الهيئة أبناء العراق إلى مناصرة بعضهم بعضاً، والتزام سبيل الوحدة، واللجوء إلى الله بالدعاء من خلال القنوت في الصلاة ليكشف الله عنهم ظلم الظالمين.
كما تدعو دول العالم، والعربية منها، خاصة لإدانه الأعمال العدوانية للأمريكيين، والوقوف جنبا إلى جنب مع الشعب العراقي في محنته.
وبالمناسبة نفسها تدعو مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، ليكون له موقف واضح من هذه الأحداث الجسام، لاسيما وقد ساقه القدر الإلهي ليكون شاهداً عليها.
وأخيراً وليس آخراً تحذر قوات الاحتلال من هذه الممارسات الخاطئة التي لن تحصد من ورائها إلا مزيداً من الخسائر والهزائم، وقد خبرنا شعبنا، ونعلم جيداً انه يوم يجمع على اختيار المقاومة طريقاً له، فانه لن يتراجع حتى يصل إلى هدفه المنشود، ومعلوم أن ثمن ذلك سيكون غاليا من كل الأطراف، لكن الفرق إن أبناء البلد لن يحسوا بالخسارة، لأنهم سيظفرون بإحدى الحسنيين، في حين ستكون الخسارة مرة على الأمريكيين وهم يموتون على نصب الظلم والاستبداد.
رحم الله شهداءنا الأبرار في أنحاء العراق كافة، وكتب لجرحانا الشفاء العاجل، وكان الله في عون أبناء بلدنا جميعاً، لبلوغ أهدافهم في عراق موحد حر مستقل، عصي على المطامع والأهواء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا عدوان إلا على الظالمين.
هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العام
15/صفر/1425 هـ
5/نيسان/2004م