]سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم [ [سورة الإسراء:1].
أيها المسلمون في كل أنحاء العالم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا يخفى على حضراتكم الكريمة، أن قضية فلسطين قضية الأمة الإسلامية قبل أن تكون تحت أي مسمى آخر، وهي اليوم تتعرض لأخطر حلقات التآمر والتصفية العالمية المتمثلة في التحالف الصهيوني الصليبي، ألا وهو ما يعرف اليوم باسم ((خارطة الطريق)) فهذه هي الخارطة صيغت ورتبت في كواليس السياسة الغربية الأمريكية ودهاليزها، ويراد اليوم فرضها على الشعب الفلسطيني قسراً. هذه الخارطة أهملت وبشكل سافر مصير مدينة القدس والمسجد الأقصى وخلت من أي ذكر لحق العودة، وجعلت ذلك تحت ما يسمى (الترتيبات النهائية للقضية الفلسطينية) وألزمت السلطة الفلسطينية بوجوب تجريد المجاهدين في فلسطين من السلاح ومن حق المقاومة للمحتلين اليهود، وهو حق اعترفت به كل الأعراف والقوانين الدولية، ثم نصت هذه الخارطة على عد كل معارض لها إرهابياً (وفق التعريف الأمريكي للإرهاب).
وهذا يعني تجريد أهل فلسطين من حق المقاومة، والمقاومة الإسلامية منها بوجه خاص. وبهذا يحرم المجاهدون من أي صفة قانونية دولية مشروعة، وذلك وفق المزاج الأمريكي الصهيوني.
وفي ضوء ما تقدم فإن هيئة علماء المسلمين في العراق، ترفع صوتها عالياً وتستنكر هذه الخارطة وما نصت عليه، وتستنكر أيضاً اجتماعي شرم الشيخ والعقبة، وما نتج عنهما وتعلن للمسلمين ما يأتي:
1. إن فلسطين أرض إسلامية وهي موقوفة على المسلمين إلى يوم القيامة ولا يجوز شرعاً ولا يحق لأي أحد سواء كان رئيساً لدولة، أو وزيراً أو تحت أي مسمى آخر من المنظمات والهيئات أو غيرها التنازل عن أي جزء من أراضيها لأي سبب كان؛ لأنهم لا يملكون هذا الحق أصلاً، فضلاً عن التنازل عنه، تحت أي ظرف أو ذريعة. وإذا كان بعض الساسة والزعماء يريدون أن يبرروا ضعفهم بهذا التنازل، فإن الواجب الشرعي يلزمه في هذه الحالة أن يستقيل ويتخلى عن موقعه، ولا يساهم في بيع أو التنازل عن أي جزء منها، ويترك فلسطين للأجيال المسلمة التي تتحمل أمانة تحقيق مشروع تحريرها أن شاء الله تعالى.
2. إن خارطة الطريق فيها اعتداء واضح على حقوق المسلمين في أرض الإسراء والمعراج ولاسيما في المسجد الأقصى.
3. تؤكد للمسلمين وللمجاهدين في ارض الرباط عن دعمنا ومساندتنا ووقوفنا معهم موقفاً واحداً -على الرغم مما نعانيه- ونحثهم على مزيد من الصبر ووحدة الصف ضد هذا الاعتداء الخطير.
4. إن أرض فلسطين هي أرض الأنبياء والرسل جميعاً عليهم الصلاة والسلام وهذا يوجب على كل من يؤمن بالأنبياء والمرسلين حقاً من كل الملل والنحل أن يساعد في نصرة الحق ضد الباطل ويساهم في ذلك.
هيئة علماء المسلمين في العراق
المقر العام
19/جمادى الاولى/1424هـ
20/تموز/2003م
بيان رقم (2) حول ما يدعى بخارطة الطريق في فلسطين