أصدرت الأمانة العامة في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ بيانًا برقم (1425) المتعلق بتصريحات بعض المسؤولين العسكريين في حكومة الكاظمي والجيش الحكومي، وفيما يلي نص البيان:
بيان رقم (1425)
المتعلق بتصريحات بعض المسؤولين العسكريين
في حكومة الكاظمي والجيش الحكومي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فعلى الرغم من المصائب والمآسي التي أصابت عددًا من المحافظات منذ عام (2012م)؛ بسبب الحروب التي شنتها القوات الحكومية وميليشياتها على المنطقتين الغربية والشمالية الغربية، بإسنادٍ ودعمٍ وحمايةٍ وغطاءٍ جوي من القوات الأمريكية وحليفاتها فيما سمي (الحرب على الإرهاب)، واستخدام الأسلحة الثقيلة من صواريخ ومدفعية وغيرها؛ وما تسببت به هذه القوة الغاشمة من إزهاقٍ للأرواح ودمار للمدن وهدم للبيوت على ساكنيها، وخطف الآلاف من شبابها من قبل القوى الميليشاوية المشاركة في هذه الحرب، الذين لم يعرف مصيرهم حتى يومنا هذا؛ تتوالى التصريحات غير المسؤولة والمستفزة من الجهات المشاركة في هذه الحرب، وآخرها ما صدر من تصريح في الأيام الماضية لوزير الدفاع (الصوري) في حكومة الكاظمي (الناقصة)، وتصريح آخر لقائد عمليات الأنبار المدعوم ميليشاويًا؛ تستهدف المحافظات الغربية والشمالية، وتتهم أهل هذه المناطق بالإرهاب، وتحرض على منع عودة النازحين من الأطفال والنساء إلى مدنهم، بحجة أن في عائلاتهم من ينتمي لتنظيم (الدولة-داعش).
وزعم الأخير المعروف بارتكابه لجرائم حرب كثيرة في مناطق: غرب بغداد والموصل والأنبار، والمسكوت عنه حكوميًا؛ بسبب الرعاية التي يحظى بها من أحد الأحزاب الحاكمة؛ أن العائلات النازحة تتعاون مع الإرهابيين، فضلًا عن تهم أخرى زائفة لا تستهوي إلا أصحاب النفوس المريضة. ولم يكتف بذلك وإنما أخذ يصدر الأحكام بحق النازحين من غير قضاء أو تحقيق أو سلوك سبل قانونية، متجاوزًا صفته العسكرية التي لا تتيح له ذلك ومتجاهلًا الطبيعة القانونية لهذا الموضوع، وكاشفًا عن كذبة (القانون والعدالة) في بلد يُصدر فيه قائد عسكري التهديدات ويتوعد الأبرياء على تهم لا أصل لها، أو على توقع حصولها منهم.
إن هذه التصريحات الرعناء المستنكرة والمدانة التي أخذت تتوالى من هؤلاء -في سياق محاولات إثبات الولاء لأصحاب الفضل عليهم-؛ بعد فشلهم الكبير في حماية المواطنين الذين تعرضوا لأعمال إجرامية استهدفت بيوت الآمنين في (حزام بغداد) في: أبي غريب والتاجي، وقتل فيها عدد منهم، في مناطق تخضع لسيطرة الجيش والميليشيات. ونقول لهؤلاء وأمثالهم لو كنتم قادة حقيقيين لما تركتم معاناة آلاف العائلات المنكوبة بفقد أبنائها وتغييبهم منذ سنوات ولعملتم على معرفة مصيرهم وطالبتم بمحاكمة المجرمين بحقهم وأنتم وغيركم تعرفون المسؤول عن هذه الجرائم، بدلًا من التهديد والاستقواء على الأطفال والنساء والشيوخ والعائلات المنكوبة في المخيمات؛ ولكنكم أدوات رخيصة تعملون وفق ما هو مرسوم لكم في إثارة النعرات الطائفية التي يستفيد منها من جاء بهم الاحتلال للاستمرار في مناصبهم.
وفي هذا الصدد تثمن الهيئة عاليًا المواقف المشرفة لكثير من العراقيين الأصلاء الذين تضامنوا مع إخوانهم في المناطق الغربية والشمالية الغربية، وفضحوا التصريحات والمواقف المشينة المستهدفة لأبناء هذه المناطق، التي أجريت على ألسنة قائليها لأهداف وأغراض خبيثة ظهرت من خلال الحملات الإعلامية المصاحبة، التي نظمتها الدوائر الحزبية الطائفية والمجموعات الميليشياوية الإرهابية على مدى الأيام الماضية. وقد أظهرت هذه المواقف النبيلة غلبة الشعور الوطني العراقي، وانكشاف زيف الحكومات المتعاقبة ومحاولاتها الحثيثة لفرض الواقع الطائفي واتخاذه سبيلًا لاستمرارها في السلطة ومنافعها بأي طريقة من الطرق.
الأمانة العامة
10/شوال/1441
2/6/2020م