هيئة علماء المسلمين تنعى الدكتور (عبد المجيد السامرائي) أحد قيادات الدعوة الإسلامية في العراق، وفيما يأتي نص النعي:
نـــــــــعــــــــي
بمزيد من الرضا بقضاء الله تعالى وقدره؛ تنعى هيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور (عبد المجيد السامرائي) أحد قيادات الدعوة الإسلامية في العراق، الذي وافاه الأجل يوم الاثنين (6/شعبان/1441هـ-30/3/2020م)، عن عمر ناهز (69) عامًا.
ولد الدكتور (عبد المجيد عبد محمد الساير السامرائي) في مدينة (سامراء) في محافظة (صلاح الدين) شمال بغداد عام (1951م)، وأتم دراسته الأولية فيها متفوقًا؛ حيث كان الأول على مدارس محافظة صلاح الدين في المرحلة الثانوية، ودرس الطب في جامعة بغداد، وتخصص في مجال الأعصاب والأمراض النفسية، ثم سافر إلى لندن لإكمال الدراسات العليا، وتخصص بالطب النفسي.
عمل الدكتور (عبد المجيد السامرائي) (رحمه الله) في مستشفى مدينة سامراء، ثم شغل منصب رئيس قسم الأمراض النفسية بمستشفى الرشيد ببغداد، ثم في مستشفى السليمانية، قبل أن يصبح استشاريًا في مستشفى (موزلي) في لندن، ثم أستاذًا في مستشفى (الملك المؤسس عبد الله الجامعي) بمحافظة (إربد) في الأردن.
وعرف الدكتور (عبد المجيد السامرائي) بالشجاعة والغيرة الكبيرة على دينه ودعوته، واتصف بالهدوء والتواضع واللين، وشارك في الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال الروسي، بعد خروجه من العراق. وتميز بحرصه وجهده الكبير في الدعوة إلى الله عز وجل، وكان يوصف بأنه رجل الدين والدعوة، واتصف بالصبر والثبات، ولم ينصرف عن العمل الدعوي والإصلاحي على الرغم مما تعرّض له هو وأهله من ملاحقات ومضايقات.
كان الفقيد -رحمه الله- معنيًا كثيرا بالجانب التربوي، الذي أولاه أهمية بالغة في سعيه إلى إعادة الروح للعمل الإسلامي والدعوة في العراق في ثمانينات القرن الميلادي الماضي، وكان له في هذا الصدد موقف واضح من الاحتلال الأمريكي في عام (2003م)؛ حيث رفض دعم العمل السياسي معه، ونصح من انخرطوا فيه بأن مسلكهم خاطئ، وأن المرحلة تقتضي العمل للدعوة وتربية النشأ وصرف الجهد على الإعداد الإيماني الصحيح.
أصيب (رحمه الله) بالمرض الذي ألزمه منزله في الأردن في السنوات الأخيرة؛ لكنه لم يمنعه من النصح والتوجيه والعمل في سبيل الدين والدعوة في مجالات شتى. ونصح في أيامه الأخيرة وهو يتابع أوضاع العراق ويبدي اهتمامه بما يجري فيه؛ زوّاره ومعيديه بأن الفرصة مناسبة جدًا لاستثمار ما يجري من حراك جماهيري توحد فيه العراقيون؛ لإعادة المجتمع إلى جادة الصواب وبث الإصلاح فيه، وإحياء روح الإيمان بين أبنائه.
رحمَ الله الدكتور (عبد المجيد السامرائي) وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وجزاه عمّا قدّم لوطنه وأمته خير الجزاء.
الأمانة العامة
7/شعبان/1441هـ
31/3/2020م
🌹كُن مع الله ولا تبالي🌹, [٠١.٠٤.٢٠ ٠٤:٣٤]
بيان رقم (1421)
المتعلق بالمعتقلين في السجون الحكومية والميليشياوية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد:
فإن منظومة الفساد والتخبط الكبير في إدارة البلاد على المستويات المختلفة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا؛ مازالت تسبب المآسي للعراق والعراقيين، وهاهي (جائحة فيروس كورونا)، تفتك بالعراقيين دونما أملٍ يلوح في الأفق لمعرفة طبيعة الوضع الحقيقي لآثارها، في ظل إصرارٍ متعمدٍ من السلطة الحاكمة على التكتم على الوقائع والمعلومات والأرقام الحقيقية، ولاسيما بعد إعلان (منظمة الصحة العالمية) عن احتلال العراق للمركز الثاني في معدل الوفيات؛ بسبب هذا الفيروس على مستوى الشرق الأوسط بعد إيران.
ومن المخاطر الكبيرة لفقدان أعداد كبيرة من العراقيين لأرواحهم بسبب هذا الفايروس؛ هو بقاء عشرات الآلاف من المعتقلين والمغيبين في السجون الحكومية والميليشياوية، المعلن منها وغير المعلن في أشبه ما يكون بعملية قتل جماعي مدبرة لهم في سجون تفتقر لأدنى متطلبات الحياة المناسبة، فضلًا عن اكتظاظها بأعداد كبيرة في مساحات صغيرة، وانتشار الأمراض نتيجة ذلك، والإهمال الصحي وفقدان أيسر قواعد الرعاية والاحتياطات الصحية.
إن في مقدور السلطات الحاكمة في العراق حسم كثير من القضايا وتخلية سبيل كثير من المحتجزين كما فعلت دول عدة في العالم، والتعجيل بإطلاق سراحهم؛ حيث إن غالبيتهم قد اعتقلوا بتهم باطلة، وبإجراءات غير قانونية نتج عنها اعتقال الكثيرين لسنوات طويلة بدون محاكمات أو صدور أحكام. وإنّ تحجج السلطات بموضوع محاربة الإرهاب؛ هو ذريعة لإبقاء أكبر عدد ممكن منهم لممارسة شتى أنواع الإرهاب الحقيقي.
ولابد لنا في هذا الصدد من التأكيد على ضرورة قيام المنظمات الدولية المعنية بالجوانب الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري في هذا الموضوع بحكم مسؤولياتها، وتزاد عليها هذه المرة (منظمة الصحة العالمية)، التي ينبغي على مكتبها في بغداد القيام بواجبه في هذا المجال، وعدم الاكتفاء بقبول التقارير الحكومية والتسليم بمعلوماتها المضللة.
الأمانة العامة
8/شعبان/1441هـ
1/4/2020م