أصدرت هيئة علماء المسلمين؛ بيانًا بشأن المجزرة التي ارتكبتها الميليشيات الحكومية بحق المتظاهرين السلميين في مرآب السنك في بغداد، وفيما يأتي نص البيان:

بيان رقم (1407)

المتعلق بمجزرة مرآب السنك في بغداد­

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فماتزال الحكومة وأحزابها مستمرة في إثارة الفوضى وتعريض البلاد للمخاطر عبر إراقة الدماء، وجعل العراق ساحة صراع للتشبث بكراسي الحكم والهيمنة بأي وسيلة ممكنة، وعلى حساب مصلحة العراق ودماء شعبه؛ فقد ارتكبت الميليشيات الإجرامية –المعروفة الأسماء والأوصاف- مساء أمس الجمعة (6/12/2019) مجزرة دموية جديدة بحق المعتصمين في (مرآب السنك) قرب ساحة التحرير في بغداد، وبتواطؤ مكشوف من القوات الحكومية، عندما شنت هجومًا عنيفًا استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة؛ مما أدى إلى استشهاد العشرات من المعتصمين، وجرح وإصابة أكثر من 150 آخرين، وحصيلة القتلى قابلة للزيادة بسبب بعض الإصابات الخطيرة.

وقد تزامن هذا الهجوم مع قطع التيار الكهربائي عن الساحة لتسهيل المهاجمة وإخفاء هوية القتلة، والأغرب من هذا تصريحات الناطق الرسمي باسم القوات الحكومية في أثناء وقوع الهجوم عبر قناة تابعة لإحدى الميليشيات المشاركة في هذه المجزرة، وهو يحمل المتظاهرين المسؤولية عنها، في مشهد يفضح تخطيطهم السابق للمجزرة، ويظهر حجم التآمر الحكومي والميليشاوي وتبادل الأدوار بينهما لإنهاء المظاهرات بأبشع الوسائل الإجرامية.

إن ما جرى بالأمس مجزرة بشعة تتحمل مسؤوليتها الكاملة الحكومة الحالية وميليشياتها الإجرامية وأحزاب السلطة المشتركة جميعًا في مؤامرة قمع الثورة دمويًا، ونؤكد في الهيئة على ماسبق أن بيناه مرارًا وتكرارًا من أن مآسي العراقيين جميعا وإيقاف نزيف الدم المستمر منذ أكثر من (16) عامًا؛ لن يتم إلا من خلال اجتثاث العملية السياسية الباطلة التي فرضها الاحتلالان الأمريكي والإيراني بالكامل.

وتدعو الهيئة المتظاهرين والمعتصمين إلى مواصلة مسيرتهم الوطنية وعزمهم في الإصرار على تحقيق أهداف ثورة تشرين باسترجاع الوطن وأخذ الحقوق، وتناشد العراقيين جميعًا بمناصرة إخوانهم والوقوف جميعًا في مواجهة هذه الطغمة المجرمة، سائلين الله تعالى أن يتغمد الضحايا برحمته الواسعة ويلهم ذويهم الصبر على مصابهم، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، إنه سميع مجيب.