أصدرت هيئة علماء المسلمين بيانا يتعلق بجريمة الإبادة الجماعية وتغييب هوية ضحايا الإجرام الميليشياوي في مناطق جرف الصخر وشمال بابل، وفيما يأتي نص البيان:
بيان رقم (1396)
المتعلق بجريمة تغييب هوية ضحايا الميليشيات
في (جرف الصخر) ومناطق شمال بابل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
ففي دليل جديد على حجم الجرائم الخطيرة التي ترتكبها الميليشيات الطائفية بحق الإنسان العراقي؛ تم كشف النقاب مؤخرًا عن جريمة جديدة خطيرة وفعل يتنافى مع كل القيم والأعراف الدينية والأخلاقية وقوانين حقوق الإنسان فضلًا عن السياقات التي ينبغي اتباعها في هكذا حالات؛ حيث قامت السلطة المحلية في محافظة (بابل) جنوب بغداد، وبتستر من حكومة بغداد وصمت مخزٍ ومذل من (مجلس النواب) بتسليم أكثر من (٢٣٠) جثة لمختطفين ومغدورين من أبناء منطقة (جرف الصخر) وغيرها من مناطق شمال بابل من (الأطفال والنساء والرجال) بعد تعذيبهم بوحشية، وقتلهم وتقطيعهم وخلط أعضاء بعضهم ببعض، على يد الميليشيات المجرمة، ثم تسليمهم لجمعية (خيرية) لتقوم بدفنهم في مقابر محافظة (كربلاء) تحت مسمى (مجهولي الهوية) دون محاولة معرفة المجني عليهم، ودون إعلام أهل الضحايا المختطفين والمغيبين؛ وذلك لطمس حقائق جريمة أخرى في ضمن سلسلة جرائم الإبادة الجماعية، والتستر على مرتكبيها.
إن جريمة (التغييب) و(الإخفاء) هذه المتكررة منذ سنوات وافتضحت الآن؛ هي استباحة وحشية وإجرامية لدماء العراقيين تقوم بها الميليشيات، وتماد في غيها وظلمها واستهتارها بالدماء الذي تجاوز كل الحدود المتوقعة، وهي مؤامرة دنيئة تسعى لجعل دماء الأبرياء وأشلائهم وقودا لحربهم الطائفية، وإرضاءًا لطواغيتها الداعمين لها، وسلمًا للوصول إلى الأهداف المرسومة دوليًا وإقليميًا في العراق.
وقد تضمنت هذه الجريمة (المركبة) فعل القتل وإخفاء الهوية والتجريد من المستمسكات الثبوتية ومن ثم الدفن بدون علم ذويهم، فضلًا عن عدهم ضحايا إرهاب جهات أخرى غير الجهات الميليشياوية والاستفادة من ذلك معنويا وماديا واستغلالها لدوافع طائفية فيما بعد. وتظهر هذه الأفعال جميعًا حجم الكارثة الإنسانية التي أصابت العراق عبر مشروعي الاحتلال العسكري والسياسي.
ويشترك في تحمل مسؤولية هذه الجريمة كل من شارك فيها أو غطى عليها أو تهاون في الكشف عنها أو غض النظر عن شبيهاتها ولم يسع للدفاع عن أبناء هذه المناطق في وجه آلة الموت الإرهابية الطائفية التي تستهدفهم وتستهدف غيرهم منذ سنوات؛ حيث ستستمر هذه الجرائم خدمة لمصالح النظام السياسي القائم وتنفيسا لحقدٍ طائفي لن ينتهي ما دامت العملية السياسية تسير برعاية إيرانية أمريكية، وتخاذل وانبطاح كامل لمن يدعون تمثيل (السنة) في هذه العملية، الذين كما تعودنا منهم دائما يكتفون بالبيانات الخجولة التي تراعي (التوافق السياسي) الذي ذُبح به العراقيون.
الأمانة العامة 12/ذو الحجة/1440هـ 13/8/2019م |
|
|